الحمدلله وكفى وصلاة ربي وسلامه على النبي المصطفى ،وبعد ..
فإن من الأخطاء الفادحة التي انتشرت في زمننا هذا خاصه بعد تعمق الناس في مواقع التواصل ، خوض العامه في مسائل الدين ونشرها أو الحديث عنها بغير علم ! والمصيبة حينما يُجبر غيره على إرسال رسائله بقول :
“يجب عليك نشر هذه الرسالة لان من كتم علما يلجم يوم القيامة بلجام من النار” ونحوها ..

قد لا يعلم المرسل أنه برسالته هذه قد يسنّ سنةً محرمه خاصه ان كان هو من طُلاب العلم !
يأتي الاخر ويقتدي به ويذيل رسالته بهذا الحديث حتى تنتشر !
حفظكم ربي لابد نعرف أولا كيف يكون كتم العلم ؟ وأي علم يقصده هذا الحديث ؟ ومتى يؤثم المرء على الكتم ؟
وأيضا هل يجوز كتابة مثل هذه العبارات نهاية الرسائل أم لا !

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أن كتمان العلم يكون بإخفائه في هذه الحالات :
١) حين تدعو الحاجة إلى بيانه.
٢)والحاجة التي تدعو إلى بيان العلم بالسؤال إما بلسان الحال وإما بلسان المقال ..
– فالسؤال بلسان الحال أن يكون الناس على جهل في دين الله بما يلزمهم في الطهارة في الصلاة في الزكاة في الصيام في الحج في بر الوالدين في صلة الأرحام (فيجب حينئذ بيان العلم)
– أو بلسان المقال بأن يسألك إنسان عن مسألة من مسائل الدين وأنت تعرف حكمها(فالواجب عليك أن تبينها له )

ولحديث الشيخ بقية لكن لعلي اكتفي الى هنا ..

– إذاً يجب عليك اذا اردت نشر الفائدة :
التأكد من صحتها ومرجعها وخلوها من العبارات المحرمه او البدعيه ونحوها ..

– و اجبار الناس على إرسال الرسائل ونشرها بهذه الكلمات غير صحيح اطلاقا، أنت تؤجر على نشرك وسعيك للخير وفقك ربي ، لكن لا تجبر غيرك على الإرسال خاصه ان كانت بهذه الطريقه المذكوره في الأعلى ..

– كذلك بارك الله فيك إذا وصلتك مثل هذه الرسائل ، لا ترسلها ولن تؤثم إطلاقا على عدم نشرها باذن الله ،
بل قد يؤثم المُرسل على اصداره حكما لم يشرعه الله..❕
وإن كانت الرسالة هادفه ، احذف العبارات التي تكون مذيّلة في اخر الرساله وتأكد من صحتها ثم انشرها ..

– والحذر ثم الحذر من تأويل احاديث رسول الله ﷺ وتفسيرها تفسيرا خاطئا ، وفتح باب للذنوب الجاريه !

– اخيرا بإمكانك أن تستبدل تلك العبارات والأحاديث بهذه الكلمات اللطيفه التي تحتوي على فضائل نشر الخير :
” انشرها ولَك الاجر أو لنتعاون في الخير ونحوها ”

وفقني الله واياكم لكل خير ،والله اعلم ..

شارك الخبر